مصطفى كريم
تمر عملية تصميم ( تخطيط)  برنامج التدريب بمراحل متعددة يمكن توضيحها بما يلي:
1- تحديد أهداف البرنامج: الأهداف هي الغايات التي يرجى تحقيها من وراء البرنامج التدريبي، وهذه الأهداف هي عبارة عن نتائج  يجري تصميمها وإقرارها مقدماً، وتوضح الأهداف ما يراد إحداثه من تغيير في مستوى أداء الأفراد، واتجاهاتهم وسلوكهم، وعلى ضوئها يتم وضح المادة التدريبية، والسؤال الذي يثار هنا: ما هو الأساس الذي توضع عليه أهداف البرنامج التدريبي ؟
يتم وضع أهداف البرنامج التدريبي على ضوء تحديد الاحتياجات التدريبية ويمكن معرفة الاحتياجات التدريبية من خلال الإطلاع على ما يلي:
-         الخطط التوسعية للمنشأة في المستقبل، وما تحتاج إليه من خبرات ومهارات لتنفيذها.
-   نتائج تحليل وتوصيف الوظائف وما توصلت إليه من تحديد لمهام كل وظيفة ومتطلبات شاغلها ومقارنتها مع الإمكانيات المتوفرة حاليا لدى كل موظف لمعرفة مدى حاجة كل فرد للتدريب وتوعيته.
-   نتائج قياس وتقييم الأداء، إذا تشير تقارير قياس الأداء من قبل الرؤساء إلى نواحي الضعف في أداء مرؤوسيهم ونوع التدريب الذي يحتاجون إليه لعلاج نقاط الضعف.
-         أساليب العمل الجديدة المزمع إدخالها للمنشأة، إذ يتطلب ذلك تدريب العاملين على هذه الأساليب.
-         الآلات الفنية الجديدة المراد إدخالها للإنتاج، إذ يستدعي إدخالها أيضاً تدريب العاملين على كيفية استخدامها.
-         آراء العاملين أنفسهم، وذلك بسؤالهم عن النواحي التي يشعرون أنهم بحاجة إلى تدريب لزيادة مقدرتهم وكفاءتهم فيها.
-         إجراء اختبارات للعاملين، للوقوف على مستوى أدائهم، وما إذا كان البعض منهم بحاجة لتدريب ما.
2- تحديد نوع المهارات التي سيدرب عليها:
بعد أن يتم تحديد الاحتياجات التدريبية على ضوء ما جاء في تحديد أهداف البرنامج التدريبي، يأتي تقرير نوع المهارة أو المهارات الملائمة أو المناسبة لهذه الاحتياجات، والتي سيعمل البرنامج التدريبي على إكسابها أو صقلها لدى المتدربين، ومن أجل السهولة في معرفة أنواع المهارات، فقد عمدنا إلى تصنيفها في أربع فئات رئيسية على النحو التالي:
1- المهارات اللغوية الأساسية، كالقراءة وأصول وقواعد الكتابة، وهذه المهارات لا شك أن النسبة الغالبة من العاملين في المنظمة يحتاجون إليها، وعلى الأخص بالنسبة للأعمال المكتبية.
2- المهارات الأساسية ذات الطبيعة الفنية اللازمة لأداء عمل معين مثل الكتابة على الآلة الكاتبة، تصنيف الملفات، قيادة سيارة،إعداد وجدولة الميزانية، فتح الحسابات، تشغيل حاسب آلي.. الخ.
3- مهارات إقامة العلاقات مع الآخرين، كالاتصالات، والقيادة  الإدارية وخلق التعاون والثقة.. الخ ولا شك  أن جميع رجال الإدارة وفي مختلف المستويات الإدارية بحاجة لمثل هذه المهارات، ولكن بشكل خاص رجال المستوى الإشرافي الأول.
4- المهارات الفكرية، مثل التخطيط، والتنظيم، وإعداد السياسات واتخاذ القرارات، والتكيف مع الظروف.. الخ، وهذه المهارات يحتاج إليها كافة المدرين في جميع المستويات الإدارية، وبشكل خاص المستويات العليا منها.
3- وضع المنهاج التدريبي:
يقصد بالمنهاج التدريبي، المادة التي ستدرس أو يدرب عليها المتدربون ويتم تحديدها على ضوء الاحتياجات التدريبية، وحتى يكون المنهاج التدريبي جيداً  يحقق الأهداف المطلوبة يجب أن يأخذ في الاعتبار النقاط الآتية:
-         أن يكون المنهاج نابعاً من البيئة الواقعية، وليس دخيلاً أو مستورداً، وألا يكون مثاليا لا يتسم بطابع المعقولية.
-         يجب ألا تكون المعلومات قديمة ومكررة، بل جديدة وحديثة.
-         أن تأخذ المناهج في حسابها الأهداف النهائية المراد تحقيقيها.
4-اختيار أسلوب التدريب:
يمكن القول أنه من المهم عند اختيار أسلوب التدريب أن يكون متوافقاً مع الموقف الذي يتطلبه، وليس الأمر -  كما يفعل البعض – مجرد  إقحام أسلوب معين يقال عنه حديث أو أثبت نجاحاً إن الاختيار السليم يقوم على أساس تحقيق أقصى فائدة، وأكبر عائد، وبشكل عام هناك معايير يجب أن تؤخذ في الحسبان عند اختيار الأسلوب أهمها ما يلي:
-         عدد الأفراد المتدربين، فأسلوب المحاضرة كما لا حظنا سابقا يمكن أن يستوعب عددا كبيرا.
-         المدربون المتاحون وذلك من حيث مؤهلاتهم وخبراتهم.
-         المادة التدريبية، إذ هناك بعض المناهج تستدعي أو تتطلب استخدام أسلوب معين مثل التطبيق العملي
-   نوعية المتدربين، فالأساليب التي تناسب العمال مثلا لا تناسب المشرفين وقد وضحنا عند عرضنا لأساليب التدريب كيف أن كل أسلوب يناسب تدريب فئة معينة من العاملين.
-         ظروف وإمكانيات المنشأة.
ومما تجد الإشارة إليه بخصوص أساليب التدريب هذه، هو أنه بالإمكان استخدام أكثر من أسلوب واحد وبآن واحد في عملية التدريب والتنمية.
5-اختيار المدربين:
المدرب هو الشخص الذي يقوم بتوجيه ونصح المتدربين وإمدادهم بالمعلومات الجديدة، وتغيير اتجاهاتهم وسلوكهم، وتدريبهم على أصول ممارستهم لمهمتهم، في إطار برنامج محدد، وبوساطة أسلوب أو أساليب تدريبية محددة أيضا  لذلك يتوقف نجاح التدريب إلى حد كبير على مدى سلامة القرار الذي اتخذ بالنسبة لتكوين أقضاء هيئة التدريب، لأن هؤلاء يمثلون الوسيلة التي عن طريقها سيتم نقل المعلومات وتكوين المهارات  وبالطبع إذا كانت الوسيلة غير مناسبة فلا بد أن تكون النتائج غير مناسبة، لذلك يجب بذل الجهد لتوفير المدرب الكفء الذي يستطيع استثارة المتدربين ونقل المعلومات إليهم بشكل صحيح.
وعلى أي حال يتوقف اختيار المدرب على ما يلي:
-         أسلوب التدريب المراد استخدامه.
-         المادة التدريبية المراد إكسابها للمتدربين.
-         نوعية المتدربين.
وبشكل عام هناك أربعة أنواع من المدربين:
أ – المدرب المحاضر: ويقصد به الشخص الذي يقوم بنقل المعلومات للمتدربين عن طريق المحاضرات ويكون فيها هو المتحدث الأساسي.
ب-  المدرب القائد: وهو الشخص الذي يتولى تدريب مجموعة من الأفراد من خلال قيادته لمؤتمر أو ندوة، أو مناقشة.
ج- المدرب التطبيقي: ويقصد به الشخص المدرب الذي لديه الخبرة العملية إلى جانب قدر معقول من الخبرة النظرية، وهذا النوع من المدربين يكون قادرا على تدريب مجموعات المتدربين باستخدام أساليب دراسة الحالة، والمناقشات.
د- المدرب النفسي: ويقصد به الشخص الذي لديه خبرة ومعرفة بالعلوم السلوكية وكيفية تعديل السلوك.
وبوجه عام هناك صفات أساسية يجب أن يتحلى بها كل مدرب أهمها ما يلي:
-         الشخصية القوية.
-         المرونة.
-         الصبر.
-         اللباقة.
-         الثقة بالنفس.
-         الخبرة.
6-تحديد مكان إقامة برنامج التدريب:
يكون قرار تحديد مكان إقامة برنامج التدريب والتنمية عادة ضمن ثلاث اختيارات هي:
-         في مكان الوظيفة أو العمل نفسه.
-         في غرفة مخصصة للتدريب داخل المنشأة
-         في مكان خارج مكان العمل والمنشأة كأن يكون في معهد تدريب متخصص أو في فندق، أو في الطبيعة.
وبوجه عام يحكم عملية تقرير واختيار مكان إقامة البرنامج التدريبي اعتبارات متعددة أهمها إمكانيات المنشأة المالية والمادية، وفيما إذا كان البرنامج مقيماً أو غير مقيم، والذي يحكمه نوعية المادة التدريبية، والمهارات التي يراد تدريب الأفراد عليها. فالبرنامج المقيم يعني وضع المتدربين في مكان ما وعزلهم عن عملهم وحياتهم الخاصة بعيدا عن المؤثرات الخارجية، حيث تتطلب طبيعة التدريب ذلك، أما البرنامج غير المقيم، فلا حاجة معه إلى عزل المتدرب عن عمله وحياته الخاصة، وهنا يمكن أن ينفذ البرنامج إما في مكان العمل ذاته.  أو في مكان معد للتدريب داخل المنشأة ونود الإشارة في هذا المجال إلى أن التدريب في مكان العمل يناسب تعليم المهارات الفنية التي يتطلبها الأداء، في حيث أن التدريب اللغوي مثلا لإتقان المهارات اللغوية يتم في غرف مخصصة داخل المنشأة أو خارجه، أما بالنسبة لمهارات إقامة العلاقات مع الآخرين والمهارات الفكرية  فيتم التدريب عليها عادة خارج مكان المنظمة، وأحيانا في داخلها، فيما إذا توفرت لديها الإمكانيات المادية والمالية معاً.
1-   تحديد فترة برنامج التدريب:
ليس هناك فترة زمنية نموذجية لتنفيذ أي برنامج تدريبي، إذ تختلف المدة من برنامج لآخر على ضوء اعتبارات متعددة أهمها ما يلي:
-         المنهاج التدريب، وطبيعة ونوعية المشكلات التي يعالجها، والمهارات التي يراد إكسابها للمتدرب.
-         الأساليب التدريبية المستخدمة، فهناك أسالي يتطلب استخدامها وقتاً أطول من أساليب أخرى، كما مر معنا سابقاً.
-   الإمكانات المتاحة، كسرعة حاجة المنشأة للمتدربين، أو عم إمكانية المنشأة من تفريغ المتدربين للتدريب أكثر من مدة معينة.
1-   توفير مستلزمات البرنامج التدريبي:
أهم هذه المستلزمات ما يلي:
-   توفير قاعات مناسبة وملائمة تخدم أغراض التدريب، يتوفر بداخلها كانفة الاحتياجات، كالمقاعد، سبورة، إضاءة تهوية، نظافة، هدوء ترتيب، إذ تعتبر هذه الأشياء أدوات مساعدة للمدرب على العطاء، والمتدربين على الاستيعاب.
-   توفير وسائل الإيضاح اللازمة والمساعدة على الشرح مثل الخرائط، والصور والأفلام، وأدوات التصوير، والراديو، وأجهزة التسجيل.. الخ
-         توفير جهاز سكرتارية يقوم بتقديم خدمات الطباعة والنسخ والتصوير
-         توفير مكتبة فيها مراجع وكتب ليطلع عليها المتدربون خلال فترة تدريبهم.
-         توفير كافتيريا مناسبة للإستراحة.
-   تعيين مدير إداري للإشراف على سير تنفيذ البرنامج، وليعالج ما يظهر من مشكلات، ونود الإشارة إلى أن التدريب الذي يتم في مكان العمل نفسه، لا يحتاج عادة إلى عدد كبير من المستلزمات المنوه عنها أعلاه.
أهم المراجع:
2.    إدارة الموارد البشرية، عمر عقيلي.
3.    تدريب وتنمية الموارد البشرية، إياد حماد.


المصدر: مدونة مفتاح بلوجر http://100mounir.blogspot.com/2014/11/blog-post_46.html#.VHnXxNKG_Jc#ixzz3KT4Qf0BZ
أحدث أقدم