مواقع التواصل الاجتماعي رغم حسناتها إلا أن لها سلبياتها.. البعض يميل لتحميلها كمواقع المسؤولية لكن الواقع أنها انعكاس لشخصيات ونفسيات البشر. أي أن مواقع التواصل لم ترغم أحداً على نشر ٢٠ صورة في الساعة الواحدة، هذا خيار شخصي. 

المواقع أوجدت البيئة المريحة والسهلة والخصبة لإظهار أسوأ وأفضل جوانب شخصيات البشر على اختلافهم. وبما أنه عالم مفتوح يستسهل فيه الجميع كتابة أو نشر أو مشاركة ما يريدون فإن هامش الوقوع الخطأ مرتفع جداً. لذلك وكي لا تدمر حياتك الاجتماعية الواقعية تجنب الوقوع في هذه الأخطاء. 

نشر صور غيرك من دون إذن

قد تكون قد أمضيت فترة ممتعة مع مجموعة من الأشخاص أو مع صديقك المفضل أو عثرت على صورة قديمة وجدت انها تصلح للنشر على مواقع التواصل.. لكن هذا لا يعني أنه يحق لك نشرها من دون الحصول على موافقة الآخرين الموجودين في الصورة.
واقع أنك تحب نشر الصور لا يعني أن الآخرين يحبون ذلك، ناهيك عن واقع أن ربما الشخص المعني بالصورة لا يريد نشر هذه الصورة أو تلك بالذات على مواقع التواصل. قد يخيل إليك ان فعلتك تأثيرها محدود لكنها انتهاك صارخ لخصوصية الآخرين ناهيك.


النشر باندفاع وتهور 

قد تكون متحمساً لجلسة ما أو حفلة قمت بتنظيمها لكن قبل نشر صورك السعيدة عليك أن تفكر في مشاعر الأصدقاء المشتركين الذين لم تتم دعوتهم. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أن صورك وأنت تقوم بتصرفات سخيفة أو حين تنشر تعليقات غريبة أو مهينة  أو عنصرية ستؤثر على حياتك المهنية.
في حال لم تكن قد عثرت على وظيفة بعد فإن مديرك المستقبلي لن يكون فكرة جيدة عنك، فكما هو معروف الشركات باتت تلجأ لمواقع التواصل لاكتشاف كل ما يمكن اكتشافه عن الشخص قبل توظيفه. ولو افترضنا أنك موظف والزملاء والمدير ضمن لائحة الأصدقاء فإن كل ما تنشره سيؤثر إما إيجاباً أو سلباً على نظرتهم إليك وعلى سمعتك في مكان عملك على المحك. 

التواصل مع الافتراضيين كما لو كانوا واقعيين
حتى ولو كانوا من أفراد العائلة أو من اقرب المقربين إليك وتجمعك بهم علاقة مثالية عليك أن تدرك بأنك حين تتحدث معهم افتراضياً فالأمر يختلف وبشكل جذري عن المحادثات الواقعية. هامش سوء الفهم كبير جداً، فالبشر حين يتحدثون وجهاً لوجه ينظرون في عيون بعضهم البعض، كما أنهم يراقبون حركة جسد الآخرين، وعليه فإن ما تقوله نادراً ما يتم فهمه خارج سياقه الفعلي. لكن كل هذه الأمور لا وجود لها حين تتحدث معهم افترضياً. جملة قد تبدو لك عادية قد تبدو كارثية للمتلقي. 

المشاركة أكثر مما يجب 
مواقع التواصل هي مكان عام رغم كل ضوابط الخصوصية.. هي مساحة عامة. المشاركة أكثر مما يجب تأثيرها السلبي كيفما نظرت للأمر. أولاً نظرة الآخرين ستتبدل كلياً بحكم أنك تتشارك مع الآخرين بكل تفاصيل حياتك الخاصة.
ثانياً جزء من كاريزما كل شخص تكمن في بعض الغموض الذي يحافظ عليه لكن حين تنشر كل تفاصيل حياتك فلا غموض ولا كاريزما. ثالثاً لا أحد يهتم فعلاً بما تقوم به طوال الوقت ما يعني أنك ستصنف في خانة المزعجين الذي ما ينفكون ينشرون ويتحدثون عن كل ما يحدث في حياتهم. رابعاً احترام الآخرين لك سيبدأ بالزوال شيئاً فشيئاً.

الكذب
الكذب مشكلة كبيرة بشكل عام، وكارثية حين يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي. الكذب هو إذلال علني للنفس؛ لأنه نادراً ما يكذب الشخص على مواقع التواصل ولا يتم كشف أمره. الصور المزيفة، الأخبار المبالغ بها عن النفس، الكذب على شخص معين بأنك في مكان ما ثم تنشر صورك في مكان آخر أو يقوم أحدهم بنشرها جميعها ستؤكد للآخرين بأنك كاذب. تذكر أن الكذب على مواقع التواصل حبله أقصر بكثير من الكذب في الحياة الواقعية. 

الأحداث الهامة 
حصلت على وظيفة جديدة؟ اشتريت سيارة؟ زوجتك حامل؟ لا تقم بنشرها على مواقع التواصل فور علمك بها.. قم بإبلاغك المقربين ثم نشرها إن كان لا بد من نشرها رغم أننا ننصحك بعدم نشر هذه الأمور شخصية.
مئات العلاقات تضررت بسبب هذه التصرفات، تخيل نفسك تكتشف خبراً هاماً عن صديق لك من خلال مواقع التواصل.. الشعور هنا ليس خيبة الأمل فحسب، بل هناك جزئية ترتبط بالتعرض للخيانة من قبل من ظنوا أنه صديقهم. بعض الأخبار هامة للمقربين منك وجعلهم يكتشفونها من خلال مواقع التواصل يقلل من قيمتها وقيمتهم. 


خانة التعليقات

أحدث أقدم